Friday, July 9, 2010

إسرائيل تلعب مع الفلسطينيين بلعبة المفاوضات

بقلم عبد الحنان السيواني الندوي

كما كان متوقعاً أن الولايات المتحدة لن تتكلم مع إسرائيل بلهجة صريحة وشديدة للسلام الدائم مع الفلسطينيين. هذا وقع وشاهده العالم أثناء لقاء نيتنياهو في البيت الأبيض مع أوباما،الرئيس الأمريكي.
هذه الحقيقة أن الولايات المتحدة لن يمكن لها أن تتوجه أو تتقدم نحو خطوة واحدة بدون موافقة إسرائيل. وهذا مثير للإهتمام أن دولة ذات سيادة ، ودولة تدعي أنها أقوى في العالم ودولة تحارب في أنحاء العالم المختلفة بالقوات المسلحة بالأسلحة المتطورة والحديثة ، ودولة لديها طائرات بدون طيار وقادرة على ضرب أو ألقاء الصواريخ على أي بيت، أو مدينة أو بلاد في العالم كله بإشارة واحدة فقط ، هذه هي الدولة لن يمكن لها أن ترفع الصوت أمام دولة صغيرة ومدعومة بها. هل يمكن أن يصدق عليها؟ لكن في الواقع، هذا يحدث أمام عيوننا وأمام عيون العالم أن دولة قوية كبيرة تسمع فقط على ما تحب إسرائيل أن تسمعه.
هذه الدولة الضعيفة والدولة التي اختطفتها إسرائيل، هي تريد من الفلسطينيين أنهم يتفاوضوا تفاوضاً مباشراً مع دولة صهيونية بدون شرط.
رغم ذلك أنها تعلم جيداً أن هناك لا يوجد مجال للمفاوضات، سواءً هي مباشرة أو غير مباشرة. إسرائيل تلعب مع الفلسطينيين بلعبة التفاوض، وهي تعلم جيداً أن الفلسطينيين سواءً هم يقبلوا عرضها للتفاوض أم لا ، هي لن تتوقف ممارساتها الشنيعة على الفلسطينيين.
السلطة الفلسطينية التي باعت ضميرها لدولة صهيونية ومنحتها أن تقوم ما هي تريد في الأراضي الفلسطينية والتي فضلت الصمت على كل الجرائم الإسرائيلية ، تقول أنها راضية على السعي للمفاوضات، وهي تعلم جيداً أن سياسة المفاوضات مضيعة للوقت، وأنها لن تترك أثارها المفيدة بحق الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في أرضهم بدون دولة وبدون حرية وفي أرضهم حيثما توجد علامات الصهاينة التي فرضت القيود عليهم براً وبحراً وجواً ولا يمكن لأي فلسطيني أن يتوجه إلى أي قرية من القرى الفلسطينية بدون موافقة إسرائيلية.
يمكن للولايات المتحدة أن تصبح صماً وبكماً أمام إسرائيل ويمكن أن تحارب من كل العالم لحماية دولة صهيونية ، لكن الفلسطينيين والمسلمين ليسوا كما هي. لن يترك الفلسطينيون ً شبراً واحداً من أراضيهم ولا يمكن لهم أن تلعب مع إسرائيل بلعبة التفاوض إلى زمن طويل.
هذه واقعية، يجب على إسرائيل أن تفهمها بالدقة.
التاريخ : 27/07/1431هـ
الموافق : 09/07/2010م

No comments:

Post a Comment