Thursday, December 8, 2011

على الغرب إحترام قرار الشعب العربي

بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي
 
بعد الثورات في بعض البلدان العربية، هناك كثير من الأحداث والواقعات التي حدثت أول مرة في تاريخ السياسة. فالثورة الشعبية التي أطاحت بعض النظام الجائر حدثت أول مرة حتى شهدها العالم كتغيير واسع بعد إسقاط نظام الإمبراطورية العثمانية.

وكذلك هذا أول مرة في تاريخ العرب والولايات المتحدة أنها تواجه أنفسها في أزمة سياسية محصورة في أفكارها وسياستها غير قادرة الخروج منها. فظهور الإسلاميين عن طريق نظام ديمقراطي اسسه الغرب وفوزهم في الإنتخابات البرلمانية والتشريعية التي قد تم إنعقادها في مصر وتونس والمغرب بتوقعات كثيرة في ظهورهم في ليبيا وفي بعض البلدان العربية الأخرى فاجأ الغرب وحلفائه في العالم.

هذا الوضع السياسي الجديد عقد الأمور وأغلق أبواب الخروج أمام الغرب وإنه لا يجد طريقاً لتعبير أرائه في هذا المناخ الجديد الذي يظهر أمامنا. فإذا أعربت الولايات المتحدة رغبتها في التعامل مع الإسلاميين ، فالغرب من ناحية ثانية ، لم يستعد نفسه بعد في كيفية التعامل معهم، ساكتاً على الوضع الذي يتغير في الساحة العربية بشكل يومي.

وكذلك الطبقة الليبرالية والسينمائية والعلمانية التي كانت تحظي شيئاً كثيراً في النظام السابق في بلدان عربية تواجه أزمة سياسية بعد ظهور النتائج في تونس ومصر والمغرب وهناك مخاوف شديدة في أوساطهم حتى هناك توقعات بإندلاع فتن طائفي لمنع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة والبرلمان.

وهذا كل يحدث أول مرة في تاريخ الغرب وأوروبا حيث أنهم دائماً بذلوا قصارى الجهد في منع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة بإستخدام جميع الوسائل الكاذبة والممكنة لإبعادهم عن السلطة حتى إنهم رفضوا إنتخابات أجريت في أجواء نقية

فالغرب الذي كان دائماً ضد المسلمين والإسلام في أنحاء العالم يتفقد الطرق للخروج من تلك الأزمة ليحول هذا الصعود للإسلاميين في العنف والدمار الذي يقوده الغرب في البلدان المسلمة منذ عقود .

فقد حان الوقت للغرب الإعتراف بما يجري في البلدان العربية وقبول النتائج الإنتخابية التي قد ظهرت في مصر وتونس والمغرب بل عليه أن يمد يد التعاون إلى البلدان المسلمة حيثما فازت حركات إسلامية وحصلت المقاعد بالأغلبية هناك لأن زمن التهديد والقتل والعنف قد ولى، الأزمة الإقتصادية العالمية لا تسمح له أن يتعامل مع الحكومات القادمة في العرب معاملة إزدواجية ، وفيه مصلحة له ومصلحة للجميع أيضا حيث أن الوضع يتغير كاملاً وفي هذا الوضع لا يوجد شيئ لهم أن يقوموا شيئاً مضاداً للبلدان المسلمة.

08-12-2011م