Friday, January 6, 2012

فيها عبرة لأولى الأبصار

بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي

قد إنتشر الفساد في البر بما كسبت أيدي الناس، تناقش وتبحث حكومات العالم سلاحاً يمحو الفساد من أراضيها لكنها لا تستطيع أن تعالجه بأي طريقة ، سواءً هي الكاميرات الخفية أو الخطوات الجديدة أو التكنالوجية الحديثة أو القوانين والعقوبات الصارمة التي قد فشلت في إلقاء نتائج ملموسة في مكافحة الفساد وإنه ينتشر بسرعة لن يمكن للإنسان أن يتصوره.

الفساد المالي يدمر البلدان رويداً رويداً ، نزلت شعوب العالم على الشوارع وتظاهرت ضد الحكومات حتى إنها نجحت في إطاحة بعض الحكومات الفاسدة لكن الفساد باق وإنه يترك أثره على إقتصاديات البلدان في العالم.

إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العظيم "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" فالفساد في القرآن الكريم له معاني كثيرة ومفاهيم لا يستطيع الإنسان أن يفهمه كاملاً لكن عندما ندرس أحوال العالم ، فنجد أن الفساد يدمر العالم ويقتل الإنسان بل هناك مجازر قد وقعت وتقع ، فالإحتلال والعنف وإراقة دماء الأبرياء وإنتهاك حقوق الإنسان كلها تخرج من بطن الفساد لكن الإنسان يفهم أن الفساد المالي فقط يدمر العالم حيث أن الإنسان لا يستطيع أن يفهم خارج عن قدرة فهمه.

فالإنسان وحكومات العالم ونشطاء المجتمع المدني يبذلون أقصى جهد لمكافحة الفساد المالي.

كذلك شاهدنا قبل أيام مظاهرات حاشدة وإحتجاجات واسعة في عديد المناطق الهندية تحت راية المجتمع المدني لتطبيق وتنفيذ قانون لمكافحة الفساد.

ناقش البرلمان الهندي مشروع قانون لمكافحة الفساد لكنه لم يتمكن من الموافقة على مشروع قانون لمكافحة الفساد بسبب إختلافات حادة بين الأحزاب المختلفة والأحزاب المعارضة.

هذه المرة، قرر الشعب الهندي لتبنى القانون الذي ليس فقط يكافح الفساد بل يعاقب كل من يكون وراء الفساد المالي في المكاتب الحكومية وغير الحكومية.

بدون شك ، يريد الشعبد الهندي مجتمعاً خالياً من الفساد المالي ليقيم بلاداً قوية وعلينا أن نقدر تلك الجهود التي يبذلها الشعب الهندي متمنياً بإقامة مجتمع قوي وبلاد تكون نموذجاً عالمياً في مكافحة الفساد.

لكن السؤال الحيقي الذي يطرح هو هل مشروع قانون أو القانون الذي يتبناه الإنسان يستطيع أن يقاوم الفساد سواء هو فساد مالي أو غير مالي.

هي الحقيقة أن الإنسان والحكومات التي يقودها الإنسان لا يستطيع أن يمحو الفساد حيث هذا يظهر بألأسباب التي يقوم بها الإنسان في حياته بأسباب سياسية أو إنه يصبح طماعاً ، فإلإنسان هو مسئوول لهذا الفساد المالي والفساد الذي قد ساد في المجتمع.

فشل جهود الإنسان في مكافحة الفساد في كل العالم إعلان لعجز الإنسان في مواجهة التحديات التي تظهر بماكسبت أيدي الناس ، أو نحاول أن نكسبها بطرق غير شرعية، ففيها عبرة لأولى الأبصار.

07-01-2012