Wednesday, June 6, 2012

سلسلة من الذلة والهوان إلى متى؟

بقلم عبد الحنان السيواني الندوي
مشاهدة القنوات الإخبارية والسياسية والصحف اليومية والمجلات السياسية والأراء والأفكار التي تناقش فيها تفيد بوصول المسلمين في العالم إلى مكان لا مفر منه. إنهم قد أصبحوا لعبة بأيادي الخرافات والسياسة والأعمال التي لم تخلق لها أمة مسلمة. إنهم يضيعون أوقاتهم الثمينة ، وصحتهم الطيبة وتجاربهم ذي أهمية في مواضيع ومناقشات لا تنفع المسلمين مطلقاً.
لماذا مسلمو هذا الزمن يهربون من مكان إلى مكان آخر ومن موضوع إلى موضوع آخر ومن جهة إلى جهة أخرى؟
لماذا إنهم يتجهون من هنا إلى هناك ومن نظام إلى نظام آخر؟ من يدفعهم إلى هذا المستنقع الذي لا يخرج منه شيئ مثمر لأي أحد؟
هل تلك المناقشات السياسية والخرافات التي تخرج من بطن النظام الفاشل القائم في العالم دعمت الأمة المسلمة إلى إستعادة مكانتها أو عزتها العظيمة والكريمة؟
هل الأوقات التي تم ضياعها في دفاع الشر ورموزه أدت إلى أي نتائج إيجابية؟
التجارب السابقة والمناقشات السياسية دالة على وجود إختلافات حادة بين طبقات مسلمة في أمور كثيرة لا يمكن حلها جزءاً منها أو الكامل.
إن الله تبارك وتعالى يدعو المسلمين إلى الصراط المستقيم وإلى النظام الذي يمحو الباطل والخلافات بإبعادهم من مصالح الحزب والجماعة والمؤسسة لكن المسلمين ليسوا راضياً للعودة إلى ذلك النظام وذلك العمل الذي يستبشر هم بالخير وبضمان لهم حياةً سعيدةًَ ونظاماً شفافاً وشعوباً خائفة من الله تبارك وتعالى.
هل المسلمون يعودون إلى ذلك الصراط المستقيم؟ ها هو المسلمون الذين قبلوا النظام الديمقراطي والنظام العلماني والنظام المدني والنظام الليبرالي والأنظمة الأخرى لا حصر لها لأجل الحرية والعزة والكرامة والعيش بلا خوف وبدون عنف ببذل حهودهم منذ عقود لأجل تلك الحقوق الموجودة في قائمة تلك الأنظمة بدون تطبيقها وهذا ما نشاهده منذ عقود، حتى مضت عقود وأطيحت حكومات وظهرت قيادات جديدة.
فمتى يعود المسلمون إلى ديارهم ومنزلهم وهدفهم الحقيقي؟ متى يعود المسلمون إلى النظام الذي يضمن حقوق الأنظمة الأخرى لم تعطها حتى الآن، هل ما جاء الوقت للمسلمين أن يتراجعوا من مواقفهم القديمة؟  إلى متى يعاني المسلمون هذه الذلة والهوان إنهم يشاهدونها منذ عقود وقرون؟
لا خيار أمام المسلمين إلا العودة إلى النظام الحقيقي وإلا عليهم أن يواجهوا هزيمةّ بعد هزيمةٍ ، وذلةّ بعد ذلةٍ ، وظلماً بعد ظلمٍ، ومجزرةً بعد مجزرةٍ  بدعوى أنها مؤامرة خارجية جاءت بأسبابٍ عديدةٍ.
6-06-2012