Monday, May 14, 2012

هل فشلت العلوم والتكنالوجيا في تحقيق أهدافها؟


بقلم: عبد الحنان السيواني الندوي

هذا السؤال لا يعجبه الكثيرون حيث أنهم يرون نهوضهم في العلوم والتكنالوجيا. إنهم يعتبرونها أداة ستبدل ضعفهم بالقوة وذلهم بالعزة وسيئآتهم بالحسنات. نظام تعليم أولادهم وبناتهم، طريقة عيشهم وأفكارهم يشير إلى بذل  قصارى جهودهم في الحصول  عليها ليؤسسوا مستقبلهم الجديد راكباً على عجلات العلوم والتكنالوجيا.
لكنهم لا يعرفون هذه الحقيقة أنها لم تلقي نتائج مثمرة رغم شهرتها وتدخلاتها في حياة الإنسان ورغم كون جزئها في حياتنا اليومية.
على الرغم من ذلك أن الإنسان لا يمكن لهم الإستغناء عنها خاصة في هذا الزمن، فشل العلوم والتكنالوجيا في تحقيق أهدافها قد بدا واضحاً.
فالجنين يقتل في بطن أمه، تقتل البنات بدون خجل وبدون خوف، الأبرياء تقتل بدون سبب ، دول ضعيفة تخسر كل شيئ حيث أن القوى الكبرى لها مصلحة فيها، نظام العائلة الذي قد إنهار في الغرب ينهار في دول تعتبر العلوم والتكنالوجيا رمزاً للتقدم والرقي، هناك قتل وعنف وإرهاب وجوع وظلم وعدوان وتعذيب وأعمال يقوم بها الإنسان تسبب في قتل مئات الآلاف من الأبرياء وتشريدهم وإجبارهم ليعيشوا في الفقر والذل. وهناك قرى ومدن قد عم الفقر هناك والناس يموتون جوعاً، معظمهم لا يجدون مياه الشرب العذبة ، أوضاعهم ومعيشتهم لا يمكن بيانها حيث أن الحكومات في العالم عاجزة عن معالجة صعوبات ومشاكل حياتهم الصعبة.  
سواءً تعترف أم لا ، هذه حقيقة أن العلوم والتكنالوجيا قد فشلت في كل الميدان. إنها فشلت في المحلات التجارية حيثما الخدع قد أصبح ذريعة لكسب المال، إنها فشلت في المكاتب والدوائر الحكومية حيثما يحكم الفساد. إنها فشلت في السجون التي ملئت بالمجرمين بدون إلقاء نتيجة مثمرة في إصلاحهم أو إيقاف الجرائم والمجرمين الذين ينشأهم المجتمع الذي يدعي أن العلوم والتكنالوجيا تقدر أن تحل القضايا الإجتماعية والعائلية والحكومية. إنها لم تحقق نتائج ملموسة في تقليص  الرشوة والفساد المالي الذي يحدث في المجتمع. إنها لم تثبت أنها كيف تنهي الدعارة التي منتشرة في أنحاء العالم ، إنها لم توضح أنها كيف تعالج الناس المصابين بالإيدز في حين يزيد عددهم يومياً.
تمكن الإنسان في تصنيع الصواريخ الفتاكة الحاملة للأسلحة النووية التي ناتجة عن التحقيق في العلوم والتكنالوجيا لكنه لا يستطيع أن كيف يوقف القتل والإغتصابات والإختطاف وظاهرة التحرش الجنسي، والتمييز الذي يقع بشكل يومي في المجتمع، فهناك سلسلة لا نهاية لها للفشل وعدم قدرتها في تقديم حل للقضايا التي لم يتم حلها حتى الآن رغم وجود دعاوي كثيرة للتخلص عنها.
الدول التي تفتخر في قدرتها وسلطتها في صناعة الآلات التكنالوجية وتفكر إستخدامها كآلة تمحو الفساد و تطلع الشرطة أو المسؤولين الحكوميين في حالة وقوع حادث أو قتل أو إغتصاب تعاني ضغوطاً كثيرة من الجوانب في تحسين الأوضاع المتدهورة التي تضع أمن المجتمع في الخطر.
ها هو الوضع أن العمال في العالم يطالبون المساواة والعدل ، الطبقات الضعيفة والأقليات تطالب العدالة والحقوق ، وكذلك هناك مظاهرات وإحتجاجات وإضرابات عن الطعام والعمل وهي ليست للتلفزيون أو للكمبيوتر أو للثلاجات ، بل إنها للحقوق، حقوق الحرية ، حقوق العيش والمساواة.
هل هذه ليست حقيقة أن الصواريخ والقنابل  والطائرات بلا طيار والكمبيوتر غير قادرة عن إستجابة في تحسين ظروف معيشة المحتاجين والمساكين الذين يعيشون في أنحاء العالم؟
هل هذا لا يكفي في إثبات فشل العلوم والتكنالوجيا، هل هذه ليست عوامل تقع في أي مجتمع؟
كيف يمكن الإعتماد عليها وهي عاجزة عن حل قضايا الناس وكيف يمكن أن نصر بأن النجاح والفوز يكمن في العلم الذي يخلو من الروح الحقيقي وغير قادر في إستجابة تحديات الأزمنة ومتطلباتها.
09-05-2012م