Sunday, May 6, 2012

هل نهوض العالم الإسلامي مرتبط بالعلوم والتكنالوجيا؟

بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي
يربط عدد كثير من المسلمين سقوط العالم الإسلامي بتخلف المسلمين في العلوم والتكنالوجيا. إنه يرى أن نهوضه يكمن فيها حيث أن الشعوب التي تحكم العالم وتعد أكبر قوى لديها آلات نووية، والتكنالوجيا الحديثة التي تساعدها في البقاء في العالم كأقوى قوم وشعب وبلاد.
هذه الفكرة تستمر منذ عقود وبدون التفكر فيها. موضوع مؤتمراتنا ومحاضراتنا وصحفنا، ومجلاتنا يتركز على شئي واحد وهو سقوط العالم الإسلامي بسبب ترك المسلمين العلوم والتكنالوجيا.
حكومات وبلدان وطبقات مثقفة ووسائل الإعلام في دول مسلمة وعربية لا تترك أي لحظة إلا إنها تصر على هذه الفكرة التي تربط نهوض العالم الإسلامي والمسلمين بالعلوم والتكنالوجيا.
لكن التاريخ الذي يشاهد تطورات تحدث في العالم منذ آلاف السنين يرفض تلك الفكرة التي تتعارض مع الحقائق التي تقع على أرض الواقع.
هناك أمثال توضح أن الشعوب التي كانت أقوى في الأسلحة والإقتصاد وإستخدام القنوات التكنالوجية الفتاكة فشلت تماماً أمام الشعوب والبلدان التي كانت لا تتحمل أسلحة حديثة وتكنالوجياً متطورة.
هل نسي المسلمون بلاداً مسلمةً تحارب مع القوى الطاغية منذ عقود وبدون أسلحة نووية. هذا البلد ليس هو إلا أفغانستان لا سيما الشعب الأفغاني يقدم مثالاً رائعاً ومهماً أمام الطبقة التي تربط نهوض العالم الإسلامي بالعلوم والتكنالوجيا.
ها هو الشعب الأفغاني الذي كسر هيمنة الإمبراطورية البريطانية ، والإتحاد السوفيتي وإنه حالياً يحارب مع الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات، وكل منها لا تستطيع أن تعلن أنها حققت نجاحاً هناك.
فيتنام يعرفها العالم بسبب حربها مع الولايات المتحدة وإلحاقها بالهزيمة  التي لم ينساها الشعب الأمريكي رغم مرورسنوات على الحرب التي تكشف الفرق الحقيقي بين البلاد لديها اسلحة متطورة وقوات بآلاف وبلاد ليس لديها شيئ إلا العزيمة والقوة التي تدفعها لمقاتلة مع العدو القوي.
أمثلة كثيرة توجد في التاريخ تدل على هزيمة البلدان رغم أنها كانت أقوى وتفوق عسكريتها على القوى الأخرىوفوز البلدان والجماعات التي كانت ليس لديها أسلحة وألات حديثة لكنها حققت الفوز والنصر.
يقول الله تبارك وتعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" (القرآن)
فربط سقوط العالم الإسلام بتخلف المسلمين في العلوم والتكنالوجيا غير صائب، وهذا يوضح من دولة مسلمة لديها ترسانة نووية ورغم أنها غير قادرة أن تحل القضايا التي تتعلق بالهجوم الجوي من طائرة بلا طيار وهي الدولة ليست إلا هي دولة مسلمة.
الحقيقة التي يرفضها المسلمون وليسوا راضياً لقبولها أنهم تركوا الدين الإسلامي والطريقة الصحيحة التي ذكرت في القرآن والسنة محاولةً في إتباع الأديان والثقافة التي فقدت قوتها وذهبت ريحتها.
إن الله تبارك وتعالى أعز المسلمين بالإسلام وبالتعليمات التي جاءت من الله تبارك وتعالى والقوانين التي أنزلت لهم ليعتصموا بها بالقوة في أي حال من الأحوال وفي أي أوضاع. لكنهم إتبعوا طرق الضالين.
فلا فوز ولا نجاح إلا في إتباع دين الله وسنة رسوله سواءً إنهم أقوياءّ أو ضعفاءّ و سواءً لديهم العلوم والتكنالوجيا أو أسلحةّ نوويةّ.
إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العظيم
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" (القرآن)
06-05-2012م

No comments:

Post a Comment