Tuesday, November 15, 2011

قال تعالي:- ولا تهنوا ولا تحزنوا ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (القرآن


بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي

هذه الآية الكريمة تكشف أسرار علو المسلمين وذلهم وضعفهم في العالم حتى القيامة. كتب العلماء والمفسرون كتباً ومقالات كثيرة على هذه الآية الكريمة العظيمة وإهميتها في تاريخ العالم، في الحقيقة لا يمكن تفسيرها لأن معانيها أكثر من فهمنا وتفسيرنا.

تاريخ الأمة الإسلامية من بدايته إلى القيامة موجود في هذه الآية العظيمة، عندما نطالع تاريخ الصحابة وتضحياتهم للإسلام وحرصهم في نشر دين الإسلام إلى أقصى العالم ، وجهودهم لتغيير حياتهم حتى تكون مطابقاً للنظام الإسلامي فهذا يظهر أن هذا هو المقصود من المسلمين اليوم.

عدد كثير من المسلمين اليوم لا يقرأون القرآن الكريم ولا يريدون تطبيق التعاليم الإسلامية في حياتهم ، حيث أنهم يرون أن العالم في القرن الواحد والعشرين أكثر واضحاً لبناء المستقبل الجديد بمساعدة الفرص الكثيرة التي توجد في أنحاء العالم.

في الحقيقة ،إن الإنسان لفي خسر لأن تطور العالم في الفن والهندسة وطيران الإنسان في السماء لا يعني أنه وصل إلى العلو. الإسلام لا يشير إلى العلو الدنيوي أو العلو في صنع الآلات الثقيلة، بل إنه يطالب التطوير المعنوي والتغيير الذي يطلب من الإنسان أن يغير أنفسه لا بالقول ولا بالكلام ، ولا في الكتب ، ولا في التلفيزيون ولا في الغرف المغلقة بل التغير ينور بالعمل الذي يبدل قلوب الإنسان ويجبر الإنسان على ترك المعاصي من القلب متوجهاً إلى الله تبارك وتعالى.

هذا هو التغيير مطلوب عند الله تبارك وتعالى، هذا العالم خطأ في فهم معنى التغيير ، حيث أنه ربط التغيير بتغيير الملابس والبيوت الشامخة والجوالات الغالية والسيارات الثمينة وغير ذلك.

هذه الآية الكريمة لها معاني كثيرة وفيها عبر ودرس ، وتاريخ للشعوب ، ووعظ ، وهداية وتهديد وبشارة.

هذه الآية الكريمة العظيمة تعلن علو المسلمين في العالم من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق بشرط أن يسيروا في طريق الإسلام، لكنهم أغلقوا أعينهم، وأذنهم لكي لا يسمعوا صوت إعلان هذه الآية الكريمة ، فهل هناك إمكانية للنجاح؟

أوضاع المسلمين في العالم تحكي قصة فيها عبرة للأولى الألباب.

15-11-2011

No comments:

Post a Comment