كتبه عبد الحنان السيواني الندوي
قبل عقود الحضارة الغربية كانت تقود العالم – العالم الإسلامي وغير الإسلامي- والناس بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم كانوا يتوجهون إليها معتبرينها رمزاً للنجاح والتقدم والإزدهار لكنها ألقت السلاح في وقت قصير وظهرت إنها كانت غير قادرة في إستجابة مطالب الشعب الغربي.
بعد مضى عقود عليها ، إنها تبحث مكاناً ملاذاً ، ومعتقدوها في حالة حرجة. كيف حدث هذا؟ ولماذا هذه الحضارة الغربية وصلت إلى نهايتها؟ ولماذا إنها فشلت في إيجاد حل للقضايا الإجتماعية والسياسية والدينية والإقتصادية والثقافية التي تزداد يوماً بيوم في المجتمع الغربي؟ لماذا فشلت في إنهاء الفقر والبطالة؟ ولماذا إستسلمت أمام قوة الحضارة الإسلامية؟ هناك قائمة لا نهاية لها لهزائمها وخسارتها في بيتها حيثما الدين الإسلامي ينتشر بسرعة والناس يتوجهون إليه لينقذوا أنفسهم من هيمنتها وقساوتها متوجهين إلى حضارة تنقذهم من عواقبها الوخيمة ومن مناهجها اللادينية.
في الحقيقة ، إنها قد كانت أسست بنيانها على المادية والرأسمالية التي ساهمت وقامت بخدماتها للطبقة الحاكمة والظالمة والأثرياء تاركاً الجماهير في حالتها السيئة التي أدت إلى إنهيار نظام عائلي ونظام إجتماعي حتى المجتمع كله قد وصل إلى الفوضى حيثما الشهوات والمال والثروة والرقص ترك الناس عبيداً لها وهم لا يجدون مخرجاً من هذا الفوضى.
عدد كثير منهم قد يئسوا من الطريقة التي تتنتج عن الحضارة الغربية وهذا اليأس أحياناً يؤدي إلى الإنتحار أو إلى الدين الصحيح الذي يحل قضاياهم الإجتماعية والعائلية والسياسية.
في النهاية هذه الحضارة قد فقدت مصداقيتها بدون تسجيل خطوة جديدة وأخيرة للجيل الجديد الذي لا يريد أن يعيش مثلما عاش آباءه وأجداده.
عليها أن تعترف هزيمتها أمام الجيل الجديد الذي يحرص على بقاءه على القيم الإنسانية والحرية الكاملة بالحياة النبيلة التي تمنعه من الفساد والشر وأنشطة غير أخلاقية تقود الإنسان والمجتمع إلى الفساد الأخلاقي والأمراض الخبيثة التي تغلق أمل حياة سعيدة.
19-01-2012
No comments:
Post a Comment