بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي
لوحظ مراراً وتكراراً أن الأحزاب الإسلامية التي تفوز في الإنتخابات التشريعية وكذلك الحركات الإسلامية التي تقاوم مع أعداء الإسلام في بلدانها تتكلم دائماً عن تنفيذ حكم إسلامي وكذلك العقوبات المعروفة في الإسلام. أحياناً يبدو أن الإسم الآخر للإسلام هو عقوبات.
لا أستطيع فهم إرادة الحركات الإسلامية وراء تصريحاتها في تنفيذ العقوبات والأحكامات الإسلامية الأخرى.
عندما نطالع زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فنجد أن معظم التعليمات الإسلامية جاءت لإصلاح المجتمع وقلوب المسلمين وغير المسلمين.
ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن والأحكامات الإسلامية رويداً رويداً ففي البداية هو إقامة الصلاة وإعطاء الزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام والتجنب من المحرمات وغير ذلك. المقصود في هذا الترتيب هو إقامة المناخ الديني في المجتمع أولاً ، وبعد إقامة النظام الديني والروحاني الكامل يجيئ حكم العقوبات والقصاص وغير ذلك.
فئات مسلمة وبعض الحركات الإٍسلامية تخوف الناس من الإٍسلام والنظام الإسلامي بتصريحاتها غير مناسبة. هذا الهدف غير إسلامي وغير شرعي ، لأن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على الأمة الإسلامية رويداً رويداً والهدف وراء ذلك هو خلق الأجواء الإسلامية في المجتمع ليفهم الناس ما يقولون وما يقومون بحياتهم.
تجيئ مرتبة العقوبات في الإسلام في النهاية ، الحركات الإسلامية تترك هذه الدرجات وما فيها المصلحة وإنها تصر على تنفيذ العقوبات بأي طريقة ، هذه الطريقة تبعد الناس والفئات الأخرى من الدين و النظام الإسلامي.
بالنسبة للعقوبات التي جاءت في الإسلام فإنها ليست مقصود بالذات بل المقصود هو إصلاح المجتمع وإصلاح قلوب الناس لكي لا يتوجهوا إلى المعاصي او إلى الأعمال الأخرى التي تنتج العقوبات والقصاص حيث إن هذا الإصلاح لن يخرج من بطن العقوبات فقط بل إنه يخرج من المجتمع الذي بني طريقة إسلامية، ويخاف من الله تبارك وتعالى.
خلق أجواء إسلامية أمر ضروري قبل أن نتوجه إلى أي نظام حيث أن الإجواء الدينية في المجتمع مهم جداً ، وبدون ذلك لن يمكن لأي حكومة أو نظام أو مؤسسة تحقيق أهدافها.
دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وبناءه المسجد النبوي أولاً يشير إلى ضرورة قيام مؤسسات وإدارة لإصلاح النفس ولإصلاح قلوب الناس ولإصلاح المجتمع أولاً
فهناك أمر ضروري للحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية أن تنقذ أنفسها من النزول في الإختلافات وموضوع مثيرللجدل بل عليها أن تتابع خطوات رسول الله صلى الله عليه وسلم في تنفيذ نظام إسلامي وتطبيق أحكام شرعية.
إن لم يفعلوا هذا فهناك لا يوجد أمل في نجاحها وفي الوصول إلى أهداف حقيقية.
14-01-2012
No comments:
Post a Comment