بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي
عندما نطالع العالم وندرس كافة الجهود والمقاومة سواءً هي عسكرية أم غير عسكرية، حكومية أو غير حكومية والقوانين والخطوات والتعميمات والمحاولات التي تبذلها الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية ، فنجد أنها بعيدة عن تحقيق أهدافها، وإنها حتى الآن تجاهد للوصول إلى نتيجة ملموسة وهي ليست خاصة لأي مدينة أو لأي بلاد أو لمنطقة أو بلاد مسلمة أو غير مسلمة بل كل منها في وضع واحد بدون أي إمتيازات أو فرق.
فما هو السبب وراء ذلك الفشل ووراء عدم تحقيق نتائج ملموسة رغم أن الملايين التي قد تم صرفها ، والسنوات التي مضت عليها، والشفافية التي تم إتخاذها والقوانين والتكنالوجية الحديثة وغير ذلك من الخطوات التي تم تطبيقها أو يتم تطبيقها في تحقيق الأهداف في جميع مجالات الحياة.
السبب الأول لهذا الفشل هو عدم معرفة نهاية الأهداف، يعني ماهو المقصود منها ، هل هناك نهاية للأهداف أم لا؟
السبب الثاني هو الفساد وعدم الخوف من الله تبارك وتعالى في قيام الواجبات والمسؤوليات.
السبب الثالث هو رفض الشريعة الإسلامية أو النظام الإسلامي وقبول النظام الأنساني برغبة الطبقة الحاكمة والأثرياء وعدم التوجه إلى غالبية الطبقة التي تعيش في الفقر والذل بدون ماء وملجا.
في الحقيقة السبب الثالث هو أساس لجميع الفشل تسجله جميع البلدان في العالم حيث أن نظام الله تبارك وتعالى مبني على الحقائق التي تحدث في أرض الواقع بدون إعطاء إمتيازات خاصة لأي طبقة ، ففي النظام الإلهي ، جميع الطبقات في المجتمع سواء وهناك لا فرق بين الفقراء والأثرياء والطبقة الحاكمة وغير الحاكمة ، وهذا هو الأساس يوحد المجتمع ويبعد الفساد والدمار.
وكذلك قانون العقوبات سواء للجميع ، وهناك حكم إلهي في توزيع جميع الأشياء والمواد الغذائية والثروات في جميع المواطنين بالعدالة بغض النظر عن طبقاتهم ودينهم وألوانهم.
هذا النظام الإلهي يعارض بشدة الطبقات التي تقوم بالظلم على الفقراء وتستخدمهم كالأنعام ولا تعطيهم حقوقهم الكاملة، وكذلك إنه يحذر الطبقات التي تضع ثروات البلاد لأنفسها ولا تعطي الفقراء منها إلا القليل.
بسبب هذا النظام العادل تبنى الناس خاصة الطبقة الحاكمة قانوناً يحميهم ويعطيهم السلطة الكاملة في ثروات البلاد ولا يعطي الفقراء والطبقات الضعيفة في المجتمع حقوقهم إلا ماتوافق الطبقة الحاكمة لها.
وهذا القانون غير العدالة وغير المساوة يوجد في جميع البلدان في العالم. فجميع الدول تبذل كامل الجهد لتنفيذ هذا القانون الذي يدعو الظلم والعنف.
فجميع الطبقات في المجتمع تسرق وتنهب أموال الحكومة وتتخذ طرقا مختلفة لتحصل عليه عن طريق شرعي وغير شرعي, وهذا لا ينحصر فقط في شخص واحد بل كل منا نقوم بنفس الشيئ لنحصل على المال الكثير
ففي وجود تلك العناصر الضالة وطمع الأموال والظلم في جميع مراحل الحياة، هل يمكن تحقيق الهدف لومضى عليهم اربعون سنة أو مائة سنة
فرغم وجود هذه الحقائق الصارخة ، المضي على ذلك يزيد أمل الفشل.
فهل هناك أمل للنجاح ، النظام الذي يؤسس على أساس الظلم لا يخرج منه إلا الفشل والظلم والطغيان والعنف والحرب والمعاناة وهذا ما يحصل الآن في العالم كله.
31-12-2011م