بقلم : عبد الحنان السيواني الندوي
في هذا الوقت، يزيد عدد المسلمين في البلدان المسلمة وغير المسلمة في العالم. كذلك شاهدنا ثورة ضد النظام الجائر، ومظاهرة ضد البطالة ، وإجتماعات مكثفة ضد الأزمة الإقتصادية ، ومهرجانات بمناسبة نجاح الجهود والثورات. الصحف اليومية مليئة بالإنتقادات اللاذعة والهجوم الشامل ضد الفساد وعلى زيادة الجرائم الجنسية ضد النساء والبنات ، رأينا النشطاء والصحافيين والليبراليين منتقدين على كل من يتكلم ضد السينما أو ضد الفنان.
أثناء تلك التطورات اليومية والأسبوعية والشهرية ، حدثت واقعة إحراق المصحف الشريف في أفغانستان حيثما خرج الشعب الأفغاني تنديداً عملية إحراق المصحف الشريف بأيدي القوات الامريكية الموجودة في أفغانستان. رأينا مظاهرات حاشدة وعنيفة في أفغانستان وفي بعض الدول المسلمة حيثما بعض المسلمين الذين كانوا شاركوا فيها سقطوا قتيلاً وجريحاً، حتى هذه المظاهرات إستمرت لعدة أيام، وانتهت بعد إعتذار من الرئيس الأمريكي.
هذه الواقعة كشفت الحقائق وكيد الخائنين في الأمراء والحكام المسلمين الذين يفضلون السياسة على الدين. شوهد أن معظم البلدان المسلمة شاركت في الحرب ضد الإرهاب مع الحلفاء الآخرين واتخذت جميع الإجراءات لمنع العناصر من إستخدام إراضيها للأعمال الإرهابية. وهذا كان حدث لأن السياسة كانت طلبت منها لقيام ذلك. وإنها ساكتة الآن على حادثة إهانة القرآن لأن السياسة تطلب منها على عدم التدخل في هذا الموضوع لأن الأصدقاء السياسيين في العالم لم يطلبوا منها لإتخاذ موقف حاسم تجاه الأعمال الإجرامية التي تقع دورياً في العالم بأيدي أعداء الإسلام لكشف حقدهم وغضبهم عن الإسلام.
فالبلدان المسلمة قد كانت إختارت السكوت عليها ولم تقل كلمة ضد تلك الأعمال الإجرامية التي قد تم قيامها بأيدي القوات الأمريكية.
المسلمون في العالم كانوا ينتظرون من الصحافيين المسلمين والشخصيات السياسية المسلمة والرؤساء المسلمين والشخصيات التي يقوم بأعمالهم في السينما التصريحات التي تندد عمل إحراق المصحف الشريف لكنهم لم يقولوا كلمة ، كما لم يحدث شيئاً.
هذا الشيئ غير مطلوب من حكام البلدان المسلمة والشخصيات المسلمة ، ومثل ذلك الموقف يكشف أهدافهم السياسية التي لن تخدمهم في حالة إستمرار تلك السياسة ضد المصحف الشريف.
10-3-2012
No comments:
Post a Comment